أردت خلق معاني جديدة تصف المرأة العربية بأنها معيبة وبهذا فهي مساوية لباقي البشر وتصارع من أجل المستحيل في حالات تستوجب ذلك، على عكس الصورة التقليدية التي اعتدنا أن نراها والتي تصف المرأة العربية بأنها ضحية أو مهمشة، ولذلك فقد أردت صناعة فيلم بعيد عن هذه الصفات المتكررة ويدور في جوهره حول سعي المرأة وعملها المستحيل من أجل الحفاظ على مكانتها الاجتماعية.

 

أثناء فترة كتابة الفيلم، كان من المثير أن استخلص شخصيات القصة من نماذج كوميدية كلاسيكية توجد في أفلام عالمية و منها فيلمي

“هيذرز" و "مين قرلز"  ومن ثم إعادة تخيل تلك الشخصيات في المدينة التي نشأت بها، حيث أنني صادفت نساء ورجال في كل من مدينتي الرياض وبروكلين كانوا يتشابهون مع شخصية "دنيا" بتصرفاتهم، كالحاجة لاكتساب المكانة الاجتماعية المتميزة لإشباع الذات، ومع مرور الوقت بدأت بتقبل دوافعهم وكذلك تفهم اصرارهم إلى حدٍ ما.

 

أدت صناعة هذا الفيلم إلى اكتشاف أنني ايضاً قد أشبه بعض صفات شخصية "دنيا" على الرغم من أنني لست فخوراً بذلك،إلا أنني كنت حريصاً على أن الكوميديا والنهج الساخر لا يؤثران على إنسانية الشخصية. بدايةً وبعد أن التزمت بكتابة شخصية غير محبوبة، انتابني القلق تجاه العثور على ممثلة تستطيع تَقَمُّص شخصية "دنيا" دون الحكم على مبادئ الشخصية، ولكن عندما رأيت تقمص سارة بالغنيم شخصية "دنيا" بعمق مع الأخذ بجميع أبعادها اختفت شكوكي.

​

- رائد السماري